أخبار

الصين تمدد الإقامة بدون تأشيرة للعبور إلى 240 ساعة وتضيف منافذ دخول جديدة

أعلنت الصين يوم الثلاثاء عن تخفيف كبير في سياسة العبور بدون تأشيرة، مما يسمح للمسافرين الأجانب بالبقاء لمدة تصل إلى 240 ساعة (10 أيام) بدلاً من 72 أو 144 ساعة المعمول بها سابقًا، وفقًا لوكالة أنباء شينخوا.

دخلت السياسة الجديدة حيز التنفيذ فورًا، حيث تم تخصيص 21 منفذًا إضافيًا لدخول وخروج المسافرين بدون تأشيرة، وتوسعت المناطق التي يمكن للمسافرين الإقامة فيها خلال فترة العبور، وفقًا لبيان صادر عن الإدارة الوطنية للهجرة (NIA).

وبموجب هذه السياسة المحدّثة، يمكن لمواطني 54 دولة، بما في ذلك روسيا والبرازيل وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا، دخول الصين بدون تأشيرة عند العبور إلى بلد أو منطقة ثالثة.

يمكن لهؤلاء المسافرين الآن الدخول عبر أي من 60 منفذًا في 24 مقاطعة ومنطقة وبلدية والبقاء في المناطق المحددة لمدة تصل إلى 240 ساعة. وخلال فترة إقامتهم، يمكن للمسافرين بدون تأشيرة المشاركة في أنشطة سياحية وتجارية وزيارات عائلية وأنشطة أخرى، بينما تتطلب الأنشطة مثل العمل والدراسة والتقارير الإخبارية تأشيرات مسبقة.

استجابات إيجابية

لقيت السياسة الجديدة ردود فعل إيجابية فورية من المجتمعات التجارية الأجنبية في الصين. وأعرب ممثلون بارزون من هذه المجتمعات عن دعمهم لهذه الخطوة.

قال سويي بارك، مساعد مدير جمعية التجارة الدولية الكورية، إن السياسة الجديدة “أخبار رائعة للأجانب”، مضيفًا أن “الصين دولة مهمة في بيئة التجارة العالمية، وإذا طبقت الصين سياسة تأشيرات أكثر مرونة، فسيضع المزيد من الناس، سواء للعمل أو للسياحة، الصين في مقدمة أولوياتهم.”

وفي سياق متصل، أشار فون باربر، رئيس غرفة التجارة الصينية-الأسترالية (AustCham China)، إلى أن “تمديد سياسة العبور بدون تأشيرة يعد تطورًا مرحبًا به وعمليًا.”

وأضاف باربر: “هذه السياسة لا تسهل فقط الزيارات القصيرة للأعمال، مثل الاجتماعات والتفتيش على المواقع وبناء العلاقات، بل تفتح الباب أيضًا للمزيد من الأستراليين لزيارة الصين واستكشافها.”

من جهته، قال لورنزو ريكاردي، رئيس غرفة التجارة الصينية-الإيطالية، إن السياسة الجديدة “تطور إيجابي يبسط السفر للأجانب”. وأضاف أن هذا التغيير “يقلل الحاجة إلى تأشيرة للزيارات القصيرة، مما يجعل الصين أكثر جاذبية وسهولة للوصول للزوار الدوليين وكمحور للسفر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.”

كما أعرب أوليفر أومز، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة غرفة التجارة الألمانية في الصين (شمال الصين)، عن تقديره للجهود المبذولة لتسهيل السفر للأعمال والسياحة.

تأثير مباشر على السياحة والسفر

انعكست السياسة الجديدة أيضًا على منصات حجز التذاكر الدولية. فمثلاً، أظهرت منصة حجز السفر الصينية ly.com أنه خلال ساعة واحدة من الإعلان، زادت عمليات البحث عن الفنادق والرحلات الجوية من قبل السياح الأجانب بنسبة 87% مقارنة باليوم السابق.

وأظهرت المنصة أن حجوزات الفنادق للإقامة قبل وبعد عطلة رأس السنة الجديدة ارتفعت أكثر من خمسة أضعاف مقارنة بنفس الفترة في اليوم السابق.

تعزيز السياحة والانفتاح الاقتصادي

تعكس السياسة الجديدة التزام الصين المستمر بالانفتاح على مستويات عالية، وتعزز ثقة الشركات الأجنبية وتشجع الاستثمار. وقال يانغ جينسونغ، خبير في أكاديمية السياحة الصينية، إن السياسة ستعزز السياحة الوافدة، وتدفع بعولمة المناطق المحلية، وتساهم في التنمية الاقتصادية.

تحت الأضواء

ظهرت تحديثات سياسة التأشيرة في عناوين الأخبار العالمية. وأشارت شبكة CNN إلى أن الصين “لا تخفي رغبتها في زيادة عدد الزوار الدوليين”، في حين اعترفت رويترز بجهود الصين “لإلغاء متطلبات التأشيرة لتحفيز الزيارات.”

كما ذكرت شبكة NBC News أن “الإعفاء من التأشيرة للمسافرين العابرين يحظى بشعبية بين المسافرين، بما في ذلك الأمريكيين، الذين قد يحتاجون بخلاف ذلك إلى عملية تأشيرة طويلة.”

سجلت الصين ما يقرب من 29.22 مليون زيارة أجنبية بين يناير ونوفمبر 2024، بزيادة قدرها 86.2% عن العام السابق. ومن بين هؤلاء، دخل 17.45 مليون شخص البلاد بدون تأشيرة، بزيادة سنوية قدرها 123.3%.

تشير هذه السياسات إلى أن الصين تواصل جهودها نحو مزيد من الانفتاح، مما يعكس تأثيرًا إيجابيًا مرحبًا به من قبل المجتمع الدولي.

آفاق مستقبلية

يتوقع الخبراء أن تستمر هذه السياسة في تحفيز قطاع السياحة وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الصين. كما تشير التقارير إلى أن العديد من الدول قد تتبع نموذج الصين في تخفيف سياسات التأشيرة لتعزيز التجارة والسياحة.

وقال هوو جيانغوو، نائب رئيس جمعية دراسات منظمة التجارة العالمية في بكين، إن “الصين ستواصل فتح أبوابها على نطاق أوسع، ومشاركة الفرص مع العالم بغض النظر عن تطورات الأوضاع العالمية.”

وأضاف جيانغوو أن هذا النهج سيعزز مكانة الصين كمركز عالمي للسفر والتجارة، ويسهم في تطوير علاقات أوثق مع الدول الشريكة.

زر الذهاب إلى الأعلى