قوانين جديدة في أستراليا ضد المهاجرين: انتهاك لحقوق اللاجئين والمهاجرين

في مساء يوم الخميس، مررت الحكومة الأسترالية قوانين جديدة توسع نظام الاحتجاز الخارجي في البلاد، وتتجاوز الالتزامات الدولية، وتسمح للسلطات بفرض عقوبات سجن على الأشخاص الذين يعارضون الترحيل، بما في ذلك طالبي اللجوء. هذه القوانين تقوض المبادئ الأساسية لحماية اللاجئين وتشكل تصعيدًا في المعاملة السيئة للاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء في أستراليا.
القوانين الجديدة: تهديد لحقوق اللاجئين والمهاجرين
تم تقديم هذه التشريعات من خلال ثلاثة مشاريع قوانين: مشروع قانون تعديل الهجرة (الإزالة والتدابير الأخرى)، مشروع قانون تعديل الهجرة، و مشروع قانون تعديل الهجرة (حظر العناصر في منشآت احتجاز الهجرة).
بموجب القوانين الجديدة، أصبحت الحكومة قادرة على دفع الأموال لدول ثالثة لقبول غير المواطنين، بما في ذلك اللاجئين المعترف بهم. وعلى عكس المعايير الدولية، لا تتطلب هذه القوانين أن تكون هذه الدول أطرافًا في اتفاقية اللاجئين، كما أنها لا تشمل ضمانات كافية لحماية اللاجئين من الأذى أو الاحتجاز في الخارج، أو من الترحيل إلى دول قد يواجهون فيها الاضطهاد.
ترحيل غير المواطنين: 80,000 شخص مهددون
كشف تحقيق حديث في مجلس الشيوخ حول هذه التشريعات أن حوالي 80,000 غير مواطن قد يكونون عرضة للترحيل بموجب هذه القوانين. وهذا يسلط الضوء على الحجم الكبير للأشخاص الذين قد يتأثرون بهذه القوانين القاسية، بما في ذلك اللاجئين الذين تم الاعتراف بهم سابقًا.
عقوبات سجن للأشخاص الرافضين للترحيل
يمنح مشروع قانون تعديل الهجرة (الإزالة والتدابير الأخرى) السلطات صلاحية فرض عقوبات سجن تتراوح بين سنة وخمس سنوات على اللاجئين المعترف بهم سابقًا الذين تم سحب وضعهم، أو الأشخاص الذين تم رفض طلبات لجوئهم، إذا رفضوا التعاون مع جهود الترحيل. وهذا يعامل المخالفات الإدارية كجرائم جنائية، وهو ما يشكل انتهاكًا لحقوق الأفراد.
سلطات موسعة لوزير الهجرة
توسعت سلطات وزير الهجرة الأسترالي في القوانين الجديدة، حيث أصبح بإمكانه عكس قرارات الهجرة وسحب وضع الأشخاص كلاجئين معترف بهم. وقد أثار مراقبو حقوق الإنسان قلقهم من أن هذه التشريعات قد تنتهك مبدأ عدم الإعادة القسرية، وهو الحظر على إعادة الأشخاص إلى بلدان قد يواجهون فيها تهديدات لحياتهم أو حرياتهم.
حظر تأشيرات من الدول الرافضة للترحيل القسري
تسمح القوانين أيضًا للحكومة بحظر تأشيرات من الدول التي لا تقبل الترحيل القسري. وهذا يمكن أن يزيد من تعقيد الوضع للمهاجرين وطالبي اللجوء الذين قد يجدون أنفسهم في مأزق في حال رفضت دولهم الأصلية استقبالهم.
التفتيش وحجز الهواتف: خرق الخصوصية
تم منح السلطات في مشروع قانون تعديل الهجرة (حظر العناصر في منشآت احتجاز الهجرة) صلاحيات واسعة للبحث في المعتقلين ومصادرة هواتفهم. وقد أثار المفوضية الأسترالية لحقوق الإنسان قلقها من أن هذا قد يؤدي إلى فرض حظر شامل على الهواتف، مما يهدد خصوصية المعتقلين ويزيد من معاناتهم.
استمرار الانتهاكات لحقوق اللاجئين
لطالما وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش المعاملة السيئة للاجئين في أستراليا. ومع ذلك، فإن هذه القوانين تمثل انخفاضًا جديدًا في مستوى المعاملة السيئة، وقد تعرض التزامات أستراليا بموجب القانون الدولي للخطر. بدلاً من تعزيز نظام يجرم ويعاقب اللاجئين وطالبي اللجوء، ينبغي لأستراليا أن تتبنى نهجًا يحترم حقوق الإنسان، وينهي نظام الاحتجاز الخارجي، ويستثمر في بدائل للاحتجاز.
الحاجة إلى تغيير جذري في السياسات
هذه القوانين الجديدة تمثل خطوة مقلقة نحو تقويض حقوق اللاجئين والمهاجرين في أستراليا. من الضروري أن تتخذ الحكومة الأسترالية خطوات جادة لحماية حقوق الإنسان، والتوقف عن تطبيق السياسات القمعية التي تؤذي الأفراد وتعرضهم لمخاطر أكبر. ينبغي لأستراليا أن تتحمل مسؤولياتها الدولية وتعمل على ضمان معاملة اللاجئين والمهاجرين بما يتماشى مع القيم الإنسانية.